Wednesday, February 27, 2008

الحرية لاسري الحرية

تحديث
تم تكملة التحقيق اليوم مع الوالد وكالعادة كلها اسئلة لا تدل الا علي الغباء والبلاهة من هؤلاء
وبعد انتظار ما يقرب من ساعة وبعد تدخل المحامين صدر القرار من المحامي العام بحبسه 15 يوما الي ان يتم عرضه علي النيابة مرة اخري بعد 15 يوما من الان
وتم ترحيله اليوم الي سجن طنطا
ومتخافوش هو خبرة بسجن طنطا لانه اعتقل قبل كده فيه عام 2000


صحيت ليلة امبارح انا وافراد اسرتي علي صوت زي ما يكون خناقة وكنت بحسب نفسي بحلم ولا حاجة
لكن لما لقيت الصوت بيزيد قمت من النوم ولقيت بابا واقف علي الباب وبيفتح
كان فيه صوت علي الباب بينادي يا باشمهندس احمد لكن طبعا بصوت جهور جدا
والدي فتح الباب فاذا بمجموعة من الظباط والعساكر وامناء الشرطة
كانوا حوالي 25 عسكري امن مركزي و5امناء شرطة امن مركزي برده وكام مخبر امن دولة و5 ظباط 3 امن دولة و1 مباحث و1 امن مركزي
مشهد عادي خاصة ان العدد المرة دي بسيط بالمقارنة بالمرات السابقة لانه اخر مرة وكان والدي اعتقل من القاهرة في لقاء اللجنة السياسية للجماعة وبعتوا حملة للبيت للتفتيش كان حوالي 3 عربيات امن مركزي كبيرة وكام بوكس وحاصروا الشوارع كلها وممنوع اي حد من الناس يعدي من الشوارع ده
طبعا كان منظر مفزع جدا للعامة لانهم متعودوش علي كده لان حبايبنا كل مرة بييجوا في نصف الليل لكن المرة ده جم الساعة 4.15 عصرا
المهم اكتشفت انهم كسروا البوابة الخارجية للبيت علشان يدخلوا وطبعا ده علشان ميصحوناش من النوم مع ان والدي عمره ماكان يفكر انه يهرب او يختبيئ في اي مكان
لما الوالد فتحلهم اتكلم ظابط امن الدولة وقالوا يلا ياباشمهندس فقالوا طيب اتفضلوا علي ما اتوضأ والبس ورحب بهم وانتوا منورين والله وكده
بدأ الظابط ده يفتش ورقة ورقة طبعا زي عاداتهم اولا دخل حجرة الوالد وبدأ يفتش في الورق الخاص بيه مع انه كان اغلبه كان ورق كورس انجليزي كان الوالد بياخده اليومين دول
خلص ودخل بعد كده علي المكتبة ولما لقي المكتبة ماشاء الله كبيرة قالي بص يامحمد انا عايز اي حاجة عليها الشعار وده يدل علي سياسة التلفيق اللي بتجري في دمهم فقلتله المكتبة عندك دور علي انت عايزه
زهق ياعيني من المكتبة وكان ظابط تاني بدأ يدور في حجرتي الخاصة بي وبدأ بالمكتب وطبعا لقي فيه حاجات كتير من شغل اخواننا في الكلية وطبعا كلها مكتوب عليها جيل النصر وده اسم طلاب الاخوان في جامعة طنطا
وكل ما يلاقي اي حاجة مكتوب عليها جيل النصر يبصلي وآخر ما زهق سألني ده بتاعك يامحمد فطبعا بكل براءة قلتله لا ده حاجة بابا مهو مش هيبقي الواد وابوه كفاية واحد بس هههههههه وطبعا ده عامل الخبرة اللي المفروض يستخدم هنا وانا والحمد لله خبرة ولي باع طويل في المواقف ده هههههههه
بعد كده بدأ في ورق الدراسة والكتب الخاصة بدراستي وفرها ورقة ورقة
ومن المواقف اللي بتدل علي غلب وذلة ومهانة عساكر الامن المركزي انه كان فيه مجلد بس نسختين فقالي اكراما مني هسيبلك نسخة واخد نسخة اصل هيبقي شكلها حلو في المكتبة بتاعتي فطلع نسختك وهاتلي نسختي
فطبعا قلتله لا طلعها انت هو انت عايزني اديلك الكتب بايدي كمان
فقال هاتلي يابني مجند من عندك (مجند يعني عسكري) فلما جه قال لا مش ده هات واحد بيعرف يقرأ هات امين شرطة والعسكري من دول تبص في عينه تشعر بالجهل الشديد والبلاهة
بدأ ظابط تاني يفتش المكتبة مرة تانية وكمان اصر علي تفتيش حجرة مهند رابعة ابتدائي وهو كان نايم وبابا قاله مفيش داعي اننا نزعجه لكن هو صمم وهنا طبعا بابا بدأ يزعق :هو فيه ايه انت مش لسه مفتشها دلوقتي ولا انتوا بتدوروا علي مخدرات ولا حاجة بس الحق علي اسر الاخوان انهم بيتعاملوا معاكم باحترام وانتوا ملكمش الاحترام وبدأ بابا يوجه كلامه لينا وقال اثبتوا ياولاد واوعوا تتهزوا وادعوا علي الظلمة وان شاء الله ربنا هيردهلهم في اولادهم وزوجاتهم واهلهم
وهنا بدأ الظابط يخلص ويلم الكتب والورق اللي جمعه وبدأيتحرك الي العربيات تحت البيت
وان شاء الله فيه عرض اليوم امام النيابة المسائية الساعة 8



السيرة الذاتية للوالد



احمد احمد العجيزي
مواليد 2/12/1954 -المحلة الكبري
بكارليوس هندسة زراعية عام 1979
ماجستير اقتصاديات وتسويق من معهد التخطيط 1994
اكيد طبعا متزوج وله ثلاث اولاد انا اشرف اني اكبرهم ومعتصم ومهند
العمل في المنطقة الاحصائية في المحلة الكبري وهي هيئة بحثية تابعة لوزارة الزراعة
مرشح الاخوان المسلمين في مجلس الشعب 1995
اعتقل للمرة الاولي عام 2000 لمنعه من خوض الانتخابات التشريعية
عام 2005 كن عام دراماتيكي لانه اقتحموا فيه البيت 3 مرات منهم مرتين في ليلة واحدة لكن الوالد لم يكن موجودا والمرة الرابعة كانت في مقر العمل وكان متواجد ولكن هرب من شباك العمل بمساعدة زملائه
مرشح الاخوان المسلمين 2005 ايضا في مجلس الشعب ولكنه تنازل ليكتفي الاخوان بمقعد للعما في الدائرة
اعتقل للمرة الثانية عام 2006 في القاهرة كما سبق ان ذكرت

والله لن اسألكم الا صالح دعائكم واخلص دعواتكم في سجودكم وقنوتكم وقيامكم
وادعوا الله ان يجعله في ميزان حسناته وان يأجر اهله وزروجته واولاده ووالدته ان شاء الله
وحسبنا الله ونعم الوكيل



Saturday, February 23, 2008

تضامنا مع الشباب



ترددت كثيرا قبل ان اكتب في هذا الموضوع
يمكن لحساسية هذا الموضوع بين الشباب و البنات
الحقيقة انا قررت اني اعترض اخيرا واعمل اعتصام مفتوح مع الشباب اللي ياعيني خلاص معدوش قادرين
ياجماعة انا هتكلم عن لبس البنات في مجتمعنا العربي وخصوصا مصر
وده لانه مش كل المجتمعات العربية تعاني من المشكلة ده
في السعودية مثلا بغض النظر عن الاخلاقيات لكن سمت الزي الاسلامي النسائي جيد جدا
لكن في مجتمعات اخري مثل لبنان وغيرها اصبح اللبس غير عادي
وانا الحقيقة هتكلم عن مصر وعن بنات مصر اللي معذبين الشباب
بصراحة انا ترددت كثير كما ذكرت لكن بعد عدة مناسبات وحكايات وحواديت من الزملاء قررت اني اشجب وادين كل بنت سمحت لنفسها انها تخرج من البيت بالمنظر الفظ ده
مناظر اصبحنا نراها كأنها الواقع المأمول من البنات
وأصبحت المحجبة الملتزمة هي الغير العادية واللي مش طبيعية وقفل ..يعني زي مابيقولوا شباب الجامعة
ياجماعة فعلا بيحصل كوارث في الجامعات والكليات المصرية طبعا مش كل حاجة بسبب البنات ولبسهم
لا يعني منقدرش نقول كده لكن لها أثر كبير في نفوس الشباب وطبعا قلوبهم ههههه
يعني فيها ايه لو البنت خرجت من بيتها محترمة نفسها وريحتني من الكتابة وريحت التاس وريحت نفسها
لكن ازاي مينفعش
انا طبعا مش عايز اذكر انواع اللبس والالوان اللي اصبحت الوان والوان ..كتير ..فيه الوان والله عمري ماشفتها قبل كده لكن بدات اكتشفا اليومين دول
تقريبا كل ييوم بكتشف اما موديل جديد او لون جديد
طبعا انا كل ده بتكلم عن البنات المسلمات
انا في يوم من الايام كنت ذاهب للكلية وكان قاعد امامي بنت وكان معي احد اصدقائي وفجأة لقيناها بتطلع من الشنطة كل انواع الماكياج اللي ممكن تتخيلها
واضح انها شنطة ساحر مش شنطة بنت وبدأت تمعجن وشها طبعا وش معجون ووش صنفرة واشتغلت الله ينور
اصل هي خلاص خرجت من البيت فمعدش حد بيراقبها وكأنها تحترم نفسها من اجل والدها او والدتها فقط لكن نسيت ان فيه ربنا .. غير طبعا اللي بتكون محجبة حتي تصل للكلية وتدخل اي حمام وتخرج واحدة تانية خالص
انسانة جديدة ..لا معلش قصدي شيطانة جديدة وحواديت كتيرة وكله موجود اي حدوته عايز تسمعها قولي وانا احكيهالك
لكن كله كوم والبنات المسيحيات كوم تاني
طبعا في اشهر العبادة عندنا زي رمضان وايام ذي الحجة تلاقي اخواتنا المسيحيات من كل حدب ينسلون اشكال والوان بكل ما تحبه شياطين الانس والجن
فيا جماعة بجد ارحموا الشباب ارحموا نفسكم من المحاسبة اما الله عزوجل لما تقابلوا وجه كريم هتتنيلوا تقولولوا ايه بس
مقدرش اقول غير ربنا يهدينا ويهديكم

Thursday, February 14, 2008

happy valetine day



وانا داخل الكلية النهارده اري الاحمر في كل مكان
انظر حولي اري وجوها جميلة وجديدة لم اعهد عليها من قبل
نظرت مرة اخري فأجد تقريبا كل من حولي من البنات الجميلات
وتفوح من الكلية روائح أكثر من رائعة
فلأول مرة اعرف ان رائحة كلية الهندسة جميلة جدا جدا
وكأن الخرسانة يفوح منها الياسمين والعنبر
وكأن الاسمنت تحول الي عطر
وكأن الرمل تحول الي قلوب حمراء يمسك بها هؤلاء الفتيات الحسناوات
اتكلم بمنتهي الصدق فالكل ذاهب الي الكلية اليوم ليس من اجل المحاضرات او السكاشن او لينكب علي العلم كبا او ينهل من العلم نهلا
ولكن لينهل من عيد الحب نهلا نهلا وينكب علي البنات كبا كبا
بدأت ادخل الي المحاضرة حتي لا اتأخر فأري المدرج مليئ بالهواء فقط فارغا من زملائي الطلاب
دخل استاذنا الدكتور ومازال المدرج فارغا لايحضره الا ربع الدفعة تقريبا
اما الباقون فطبعا وراءهم مسؤوليات وارتباطات
لايمنعهم البرد وأمطار الشتاء من الايفاء ميعادهم
ولو كانت صلاة الفجر او حتي الظهر لقالك الدنيا برد والدنيا بتشتي نصلي في البيت ان شاء الله
انتهينا من المحاضرة ومازال الربع هو الحاضر وكنا بعد الظهر
ذهبنا لنصلي ثم توجهت بالحديث الي زملائي ممن شاركوني الصلاة فقلت لهم هو فيه ايه النهارده
قالوا ياراجل هو انت متعرفش ؟؟؟؟؟؟؟
قلت لا!!! طبعا انا كنت بستعبط بس انا حبيت اعرف هل هما مهتمين وعارفين ولا الموضوع مش فارق معاهم
قالولي النهارده عيد الحب فاندهشت انهم عارفين وحافظين تاريخ اليوم14/2/2008
فواحد قالي هو انت مش شايف الهدايا وكل واحدة شايلة شنطة اللي مرسوم عليها قلب واللي مرسوم عليها دبدوب
وطبعا كله احمر في احمر حتي لبس البنات الوان في الوان الاحمر والاصفر والبمبي والذهبي وكتير مش هعرف اعد هعد ايه ولا ايه ماشاء الله شياكة مفيش بعد كده

الملاحظ في هذا الامرفعلا هو ان اللي بيجيب الهداي هو البنات فقط ولم اري اي ولد شايل هدية ابدااااا الهدايا تنوعت بين القلوب الحمراء والدباديب ايضا الحمراء والورود برده حمراء
المشكلة ان اللي حضروا المحاضرة هما كمان راحو بعد كده يقضوا الفالنتين خارج الكلية


نقلت لحضراتكم حال جامعات مصر كلها اليوم لكن هل ده اصبح حال شباب امتنا اليوم هل اصبح الشباب لايهتمون الا بكأس الامم الافريقية والبنات للأسف اقولها وانا شديد الثقة في كلامي ..........نعم

Monday, February 11, 2008

مبروك لمصر























مبروك لمصر
مبروك لكل مصري شجع مصر فعلا بقلبه
مبروك لكل المصريين الفوز واهه حاجة نكسبها تعوضنا عن حاجات كتير وتفرج عننا همومنا واحزاننا
مبروك لابوتريكة اجمل هدف في البطولة
مبروك لعصام الحضري احسن حارس مرمي في البطولة
مبروك لحسني عبدربه احسن لاعب في البطولة
مبروك للمعلم حسن شحاته راعي الفرحة في قلوب المصريين
مبروك لللاعبين الرجال علي الاستبسال والفوز بجدارة
مبروك لجدو مبارك كأس البطولة وشكرا لاستقباله الابطال في المطار ولو انه كان كده كده مسفر الامارات لكن برده لازم اشكره واهنيه
مبروك لكل المصريين الفوز باللقب السادس والثاني علي التوالي
واخيرا عقبال المونديال ان شاء الله

Friday, February 8, 2008

مستقبل جماعة الاخوان المسلمين السياسي


شغلني كثيرا مستقبل الجماعة السياسي في الفترة الحالية خاصة مع الدور البارز للجماعة في احداث غزة والوقوف بجانب هذا الشعب الجليل وهي ليست جديدة علي الاخوان فالقضية الفلسطينينة هي قضية الاخوان الرئيسية
ولذلك رجعت الي دراسة الدكتور عمرو الشوبكي والذي اعدها عن مستقبل الجماعة خاصة بعد حصول الجماعة علي 20%من مقاعد مجلس الشعب
والذي تساءل فيهاهل تتحول جماعة الإخوان إلى حزب سياسي؟ وهل يقبل الإخوان بالآخر لو كان شيوعيًّا أو ليبراليًّا دون استخدام المرجعية الإسلامية التي تستندون إليها ضد باقي الاتجاهات العلمانية، ودون النظر إلى مَن يخالفهم الرأي على أنهم مارقون مخالفون للإسلام؟ وهل يقبل الإخوان أن تمثل مرجعيتهم الإسلامية فهمَهم للدين وليس الدين نفسه؟!
هذه التساؤلات وغيرها كانت محل بحث الدكتور عمرو الشوبكي- الباحث في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام- والذي طرح من خلال أربعة سيناريوهات مستقبلَ جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
يبدأ الباحث برفض تصور بناء مشروع ديمقراطي حقيقي دون امتلاك رؤية لدمج حركات الإسلام السياسي السلمي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي بات دمجها في الحياة العامة يعني عودةَ الروح لقُوى المجتمع والشارع السياسي- بما فيها الحزب الوطني الحاكم- التي ستحرص على أن تطوِّر من خطابها وأن تجنِّد أفضل العناصر السياسية لمواجهة الكادر الإخواني النشط في الشارع السياسي.
ترى الدراسة أن الإخوان استفادوا من تضمين برنامجهم أبعادًا أو أهدافًا سياسيةً في مواجهة ضربات النظام الاستباقية لهم، فبالرغم من وضع الجماعة الغامض والمثير للحيرة نتيجةً لسجب النظام الشرعيةَ منها إلا أنها تمكنت من الحصول على 88 مقعدًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأدارت معركةً انتخابيةً على قدرٍ كبيرٍ من الكفاءة والتنظيم، اتضحت فيها إمكاناتُ الجماعة السياسية المرتفعة، وتبدو مفارقة هذا الوضع أن تلك الجماعة التي يصرُّ النظام الحاكم على أن يسميَها محظورةً استطاعت أن تحصد 20% من أصوات الناخبين، أو ما معناه عشرة أضعاف ما حصلت عليه أحزاب المعارضة الثلاثة الممثلة في البرلمان (ستة مقاعد للوفد، مقعدان للتجمع، مقعد واحد لحزب الغد).
هذا النجاح دفع الباحث د. عمرو الشوبكي أن يطرح سؤالاً عن إمكانية أن يكتسح الإخوان الانتخابات في حال حصولهم على الشرعية، وذلك بالنظر إلى حجم الضغوط والملاحقات الأمنية التي صمَدت الجماعةُ أمامَها وحقَّقت نجاحًا ملموسًا، ويعلِّق الجواب على قدرة الإخوان على تبني خطاب سياسي جديد ومتطور، يُقنع المواطنين بحلول سياسية واجتماعية في برامج تفصيلية تبتعد عن العمومية والشعارات البرَّاقة.
ويعود الكاتب للتأكيد على أن ثنائية الدين- السياسي من أهم عوامل تماسك الجماعة وقوتها، ويقول عضو الإخوان لا ينشَط في المجال العام فقط من أجل الإصلاح السياسي والديمقراطي، وإنما أيضًا ابتغاء مرضات الله، وذهابه للاقتراع هو في الأساس عدم كتمان للشهادة، وكل خطوة في دعم مرشح الإخوان تقرِّبه إلى الله بحسنة.
حافظت جماعة الإخوان المسلمين على وجودها التنظيمي منذ تأسيسها عام 1928م، ونجحت طوال ما يقرب من ثمانية عقود في البقاء
كحركة دعوية ذات طابع ديني، وكتنظيم سياسي واجتماعي، وهو ما أعطاها عوامل للقوة والتمايز مقارنةً بالقوى السياسية الأخرى وأحيانًا عوامل ضعف من وجهة نظر الباحث، إلا أنه يعود فيؤكد أن امتداد الجماعة عبر فتراتٍ تاريخيةٍ مختلفةٍ من مصر الملَكية ومصر الجمهورية بطبعاتها الثلاثة مكَّنها من امتلاك مرجعية فكرية وسياسية مرنة، سمحت لها أن تمتلك تصورًا شاملاً وعامًّا للإسلام يسمح للإخوان أن يكونوا سياسيين ودعاةً في نفس الوقت، وأن يكون بين قادتهم القاضي المحافظ حسن الهضيبي والمناضل سيد قطب.
وتضم بين صفوفها جيلاً من الخمسينيات الذي عاصر المحن وينزع لتغليب الخطاب الأخلاقي والتعميم في البرامج السياسية، وجيل السبعينيات الذي نشأ في حراك الجماعات السياسي، ثم جيل التسعينيات وهو الشباب الذي يضطلع اليوم بدور تنفيذي كان واضح التأثير في الانتخابات التشريعية الأخيرة (2005م) في انسجام غير معهود مع باقي القوى السياسية التي تشهد انقساماتٍ حادةً بين أجيالها المختلفة، وهو ما يعد دليلَ قوة وحيوية للجماعة.
في ضوء ما سبق يَطرح الباحث أربعة سيناريوهات لمستقبل جماعة الإخوان المسلمين


:السيناريو الأول: استمرار الوضع القائم
يقوم هذا السيناريو على بقاء الجماعة كما هي جماعة دعوية وسياسية تجنّد أعضاءَها وتعلمهم بعض الأفكار السياسية وتبقَى غيرَ مرخَّصٍ لها بالعمل القانوني، ويتوقع استمرار هذا السيناريو في ظل حكم الرئيس مبارك، وألا يحدث تغيير في طريقة تعامل النظام القائم مع الجماعة في اتجاه دمجها كحزب سياسي مدني يلتزم بالدستور والنظام الجمهوري وحقوق المواطنة.
وتظل الجماعة خارج إطار الشرعية القانونية؛ بحجة عدم دستورية تأسيس حزب سياسي على أساس ديني، وهو
الأمر الذي رفضه الإخوان وأعلنوا أن حزبَهم المأمول لن يكون دينيًّا بل مدنيًّا، يستند إلى مرجعية إسلامية.
ويمضي في القول: سيبقى المدخل الأمني والإداري المدعوم بحملات التشويه والسب والقذف هو السلاح المشهَر في وجه الإخوان، وتؤكد الدراسة أن استمرار التعامل غير السياسي مع الجماعة أدى إلى تكريس جوٍّ غير صحِّي داخل الحياة السياسية المصرية.
السيناريو الثاني: الفوضى الخلاقة
مظاهرت احتجاجية ضد الحكومة المصرية
يقوم هذا السيناريو على أن تتجه الأوضاع في مصر نحو مزيدٍ من التدهور بصورةٍ تؤدي إلى انتشار حالة من الفوضى، خاصةً مع تصاعد الاحتجاجات العشوائية التي لا تقودها تيارات سياسية، وتعبر عن أزمة اجتماعية وسياسية عميقة داخل المجتمع، وفي هذا الإطار يطرح سيناريو يتعلَّق بإمكانية استغلال بعض القوى السياسية- وعلى رأسها الإخوان المسلمون- لحالة الفوضى المتصورة أو أن تساهم في خلقها من أجل انقضاضهم على السلطة.
غير أن الكاتب يَعتبر هذا السيناريو أضعف السيناريوهات الأربعة من حيث فرص التحقيق؛ ذلك لأن الإخوان بدايةً لا يسعَون بأي صورة من الصور إلى الانقضاض على السلطة، ولا يرغبون في التخلي عن مشروعهم المثالي الكامن داخل ثقافة الجماعة الدعوية ويحلم بعودة دولة الخلافة الإسلامية وتحرير فلسطين، ويضيف: أنه في حال وصولهم بطريق غير ديمقراطي إلى السلطة فهناك تخوفٌ من أن يضفي على حكمهم عصمةً وقدسيةً دينيةً خاصة؛ باعتبارهم يحكمون بما أنزل الله، وهو الخطر ذاته الذي يمكن أن يحدث أيضًا في حال ما وصل أي تيار سياسي آخر إلى السلطة بغير الطريق الديمقراطي.
السيناريو الثالث: تطعيم الوضع القائم بالفكر الجديد
ويقوم هذا السيناريو على إجراء دمج قانوني جزئي أو كلي لبعض تيارات الإسلام السياسي السلمية، ولكنه في ظل استمرار الجانب الأكبر من القيود المفروضة على العملية السياسية وفي ظل نفس القواعد (بعد تحسينها) التي وضعها الحزب الوطني الحاكم.
ويفترض هذا السيناريو إمكانيةَ أن يقبل النظام الحاكم بحزبٍ إسلاميٍّ غير إخواني، وهو ما يعني أن ملف حركات الإسلام السياسي قد تم فتحه، وبمزيد من التفاؤل ربما توافق حكومة الفكر الجديد على مجموعة من الأحزاب السياسة الإسلامية بغرض سحب بعض عناصر الإخوان إليها، حتى يتم إضعاف الأكبر سياسيًّا وتنظيميًّا.
لكنَّ التصور السابق يصطدم بافتقاد الساحة لحزب سياسي قوي يمكنه من مواجهة المد الإخواني في الأوساط الطلابية والنقابات وتحت قبة البرلمان، وبالتالي فمسألة دمج تيارات الإسلام السياسي السلمي في عملية التطور الديمقراطي ليست بالخيار السهل.
السيناريو الرابع: الدمج الكامل للإخوان المسلمين في عملية الإصلاح الديمقراطي
يظل هذا السيناريو هو النموذج المثالي للتطور الديمقراطي في مصر، أي سيناريو الانتقال المادي من نظام تسلطي إلى نظام ديمقراطي، بصورة متدرِّجة لا تخضع لأي أغراض سياسية، تهندس مسألة الإصلاح على مقاس لجنة السياسات ليصبح مجرد تغيير شكلي، ويتصور هذا السيناريو دمج الإخوان في عملية الإصلاح الديمقراطي بصورة كاملة
الرئيس حسني مبارك
وحدوث هذا السينارو يتطلب توافر مجموعة من الشروط، أولها يتعلق بطبيعة النظام القائم، فلا بد من إجراء إصلاحات سياسية حقيقية تتجاوز توازنات النظام الحالي وقدراته، ولا بد من الحديث عن دور نخبة جديدة من داخل الدولة، قادرة على أن تبدأ الإصلاح في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك، إضافةً إلى ضرورة تواصل القوى الإصلاحية داخل الدولة مع بعض التيارات الشعبية من كل الاتجاهات السياسية.
وهناك شرطٌ يضعه الكاتب يتعلق بالإخوان المسلمين أنفسهم؛ إذ ستصبح مسألة الفصل بين الجماعة الدعوية والحزب السياسي شرطًا لقبول الجماعة كحزب سياسي شرعي يحترم مدنية النظام السياسي.
احببت ان اتناول اليوم مستقبل الجماعة السياسي فقط
ولكن مستقبلها الدعوي سأتناوله ان شاء الله لاحقا